شركات التضامن هي عبارة عن مجموعات من الأفراد يتعاونون معًا لإنشاء وإدارة شركة بدون مسؤولية محدودة. تهدف هذه الشركات إلى تحقيق بعض الأهداف المشتركة للأعضاء الذين يتشاركون في رأس المال والعمل على تطوير الأعمال. في هذا المقال سوف نتحدث عن شركات التضامن ودورها في تطوير الأعمال، وكيف يمكن للأفراد أن يستفيدوا من اختيار هذا النوع من التشكيلات القانونية لبدء مشروع أو عمل تجاري.
1. مقدمة عن شركات التضامن
تعتبر شركات التضامن أحد أنواع الشركات الهامة التي تعمل على تجميع رؤوس الأموال لتحقيق الربح. تتميز هذه الشركات بأنها تتألف من شريكين أو أكثر يتحملون مسؤولية التزامات الشركة بالتضامن حتى لا يتحمل أي منهم المسؤولية بمفرده. ولذلك، تُعد شركات التضامن بديلاً جيداً للأفراد الذين يرغبون في تأسيس أعمالهم الخاصة، ولا يمتلكون كافة الموارد المالية اللازمة. وبرغم أهمية هذه الشركات، إلا أنه يجب على الأشخاص الذين يفكرون في تأسيسها أن يكونوا واثقين من مزاياها وعيوبها، ومدى ترابطهم ومساهمتهم في نجاح الشركة.
2. تعريف شركات التضامن
تعد شركات التضامن إحدى أنواع الشركات التي تتكون من شخصين على الأقل، يقومون بالتعاون والتضامن فيما بينهم لإدارة أعمالهم التجارية. وتتميز هذه الشركات بالمساهمة العادلة في جميع الأمور المالية، وكذلك التزام الشركاء المتفق عليه في جميع المسائل المتعلقة بالشركة. وتستند شركات التضامن على عقد محرر يتضمن الأركان الموضوعية العامة، مثل الرضا والأهلية والمحل وغيرها، حيث يوفر هذا النوع من الشركات الكثير من الفوائد للشركاء، ولكنه يتضمن أيضًا بعض العيوب والتزامات الشركاء التي يجب الالتزام بها. ومن بين أنواع الشركات المختلفة، تعد شركة التضامن إحدى الخيارات الشائعة التي يمكن للأفراد استخدامها لتحقيق أهدافهم التجارية.
3. صفات شركات التضامن
تتميز شركات التضامن بصفة تضامن المسؤولية بين الشركاء عن جميع المعاملات التجارية التي يتم إبرامها، حيث يتحمل كل شريك في الشركة المسؤولية عن ديون الشركة والتزاماتها. كما أن أسماء شركات التضامن تتكون من اسم شخص وشركاؤه، وهذا الشخص غالبًا ما يكون هو الشريك الأكثر في الإنفاق والإدارة. وتتميز هذه الشركات بسهولة تأسيسها وتعديل رأس المال واكتساب القروض بأسهل شكل مما يجعلها خيارًا شائعًا للأعمال الصغيرة والمتوسطة. كما تمكن هذه الشركات الشركاء من توزيع الأرباح على المساهمين بحسب نسبهم وليس بحسب رأس المال الذي وضعوه في الشركة. ومن أهم التزامات الشركاء في شركات التضامن هي الاجتماع عند الحاجة لاتخاذ القرارات الهامة بشأن الشركة.
4. كيفية تأسيس شركة التضامن
بعد فهم مفهوم شركات التضامن و الأهمية التي تحملها، يأتي الخطوة الأساسية و هي تأسيس شركة التضامن. يتقوم المحامي بالعديد من الإجراءات الواجب إتمامها في بداية تأسيس الشركة من إعداد عقود التأسيس و الحصول على السجل التجاري والبطاقة الضريبية، وكذلك تسجيل أسماء الشركاء وجنسيتهم وعمر كل منهم وعنوانهم. يجب أن يكون عقد تأسيس الشركة موقعاً من جميع الشركاء ومكتوباً، ويتضمن الالتزام بتحمل المسؤولية المتبادلة. يتمتع الشريك في شركة التضامن بالمساهمة في رأس مال الشركة و بالمساعدة في اتخاذ القرارات الواجب اتخاذها من أجل تطوير الشركة و جعلها ناجحة.
5. أهمية شركة التضامن
تأتي أهمية شركات التضامن من مسئولية كل شريك بشخصه دون غيره في الالتزامات والتحمل المالي للشركة. ويكون الشركاء مسؤولين بالتضامن عن جميع التزاماتها في الإيرادات والإنفاق والضرائب وتقارير المحاسبة. تعتبر شركات التضامن فكرة رائعة للأشخاص الذين يرغبون في بدء أعمالهم الخاصة ولديهم علاقات صداقة أو معارف قريبة، فهي توفر لهم الحماية المالية والأمان المالي في حالة وجود بعض الديون أو المشاكل المالية. بالإضافة إلى ذلك، يتم تخفيض الضرائب وزيادة الاستقلالية في أعمال الشركاء. ومع ذلك، ينبغي لكل شخص يفكر في تأسيس شركة تضامن أن يحدد أهدافه ويحدد علاقاته الشخصية بدقة لتحقيق هذه الأهداف المشتركة بنجاح.
6. مزايا وعيوب شركة التضامن
يتميز شركة التضامن بالعديد من المزايا التي تجعلها خيارًا جيدًا للأفراد الذين يرغبون في الحصول على شريك للعمل معهم. من بين هذه المزايا هي إمكانية اختصاص كل شريك في القيام بالأمور التي يتقنها، وبالتالي يساهم كل شريك في الشركة بما يجيده، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة فرص النجاح في إدارة الشركة. ومع ذلك، توجد بعض العيوب التي ينبغي على المرء أن يأخذها بعين الاعتبار قبل تأسيس شركة التضامن. من بين هذه العيوب تتسع نطاق المخاطرة المترتبة على المسؤولية المطلقة لكل شريك من الشركاء، كما أنها تفتقر إلى المرونة الكافية لتحمل أي تغييرات أو تعديلات في خطط العمل. لذا، ينبغي على المرء أن يتنبه لهذه العيوب ويحاول تفاديها قدر الإمكان من خلال مناقشة تفاصيل الشراكة بشكل كامل وواضح، والإتفاق على كل النقاط المتعلقة بأمور العمل والمسؤوليات المترتبة على كل شريك بالتحديد، وبذلك يمكن إدارة الشركة بسلاسة ونجاح.
7. التزامات الشركاء في شركة التضامن
يتمتع شركاء شركة التضامن بمزايا عديدة، ولكنهم يتحملون أيضًا التزامات كبيرة. يجب أن يفهم الشركاء أنهم مسؤولون بالتضامن والتكافل عن جميع ديون والتزامات شركة التضامن. وهذا يعني أنه إذا لم يتم سداد الديون والالتزامات في الوقت المناسب، فسيتم تطبيق عملية تحصيل الديون على جميع الشركاء. كما يجب على الشركاء قدرة توفير الأموال اللازمة لتغطية أي خسائر للشركة، والعمل على تعزيز الشراكة وتحقيق الأرباح المشتركة. إذا كان الشركاء متعاونين ومسؤولين عن التزامات شركتهم المشتركة، فإن شركة التضامن يمكن أن تنجح بشكل كبير في السوق.
8. أنواع شركات التضامن
بالنسبة لأنواع شركات التضامن، تتضمن هذه الشركات ثلاثة أنواع رئيسية وهي: شركات التضامن وشركات التوصية البسيطة وشركات المحاصة. تتميز شركات التضامن بأن حصة الشريك فيها غير قابلة للتداول، ويتكون الاسم التجاري للشركة من أسماء الشركاء المؤسسين، بينما تتميز شركات التوصية البسيطة بأنه لا يوجد شريك مؤسس وحيد، ويوافق الشركاء بشكل شفهي على تأسيسها وإدارتها. أما شركات المحاصة، فهي تتميز بتقسيم رأس المال إلى أسهم صغيرة ويتم التداول بها بشكل سهل ويمكن التنازل عنها للغير. هذه هي بعض الأنواع المختلفة لشركات التضامن ولكل نوع منها مزايا وعيوب تختلف، ومن المهم اختيار النوع الأنسب لغرض التأسيس لهذه الشركة.
9. الفرق بين شركة التضامن وشركة المساهمة
لا يزال الكثير من المختصين في مجال الأعمال يحتارون في الفرق بين شركة التضامن وشركة المساهمة. فالاثنتان تتشاركان في بعض الصفات، لكن هناك فروق أساسية تفصل بينهما. ففي شركة المساهمة، يتم وضع رأس مال واضح قبل التأسيس، والشركاء يحملون مسؤولية محدودة على المال الذي يودعونه في الشركة، ولا يتحملون أي مسؤولية إضافية عندما يتم استخدامه لدفع الديون أو المسؤوليات الأخرى. بينما في شركة التضامن، يحمل كل شريك المسؤولية الكاملة عن الديون والالتزامات الأخرى التي ترتبط بالشركة، وعلى الرغم من أن الشراكة يمكن أن تشمل رؤوس أموال، إلا أنه لا يوجد رأس مال متفق عليه في البداية، بل يتم تقريره بشكل تدريجي وفقاً لمساهمة كل شريك في المشروع.
10. بعض الأمثلة على شركات التضامن الناجحة
تعتبر شركات التضامن من أهم أنواع شركات الأشخاص التي تحقق النجاح في الأعمال التجارية، حيث يحتفظ كل شريك بحريته في اتخاذ القرارات المالية والإدارية. ومن الأمثلة الناجحة لشركات التضامن في الأردن هي شركة “تكتاك” التي تقدم خدمات التوصيل ونجحت في توفير خدماتها في مدن كثيرة في المملكة. كما تميزت شركة “عيلة” بتقديم خدمات الإعاشة الصحية إلى منزل الزبون وتحديداً في ظل جائحة كورونا. كما يمكننا أيضاً الاستشهاد بشركة “أمازون” العالمية التي بدأت كشركة تضامنية قبل أن تنمو إلى حجمها الكبير الحالي كشركة مساهمة. وتعد هذه الأمثلة مؤشراً على طريق خلاق وفعال للنجاح في العمل التجاري، بالاعتماد على شخصيات المرافقين وشغفهم للعمل في مجالهم.